الخميس، 12 يناير 2012

الأستاذ محمد أحمد حيدرة.. في سطور

الاستاذ الراحل/ محمد أحمد حيدرة.
عُرف الأستاذ الراحل محمد أحمد حيدرة بأنه الرائد الأول لحركة التنوير في اليمن ، باعتباره مؤسس المسرح في اليمن والمعلم التربوي الأول في عهد المملكة المتوكلية اليمنية.
 
عمل حيدرة على تأسيس المسرح في اليمن شمالاً وجنوباً مطلع العام 1927 مبتدئاً بذلك من مدينة عدن. ثم انتقل إلى شمال اليمن خلال حقبة المملكة المتوكلية اليمنية إبان حكم (الإمام أحمد بن يحي حميد الدين) ليقوم بتأسيس أول مدرسة حديثة في اليمن آنذاك، والتي عرفت باسم "المدرسة الأهلية" حيث قام بادخال واعتماد تدريس المناهج العلمية الحديثة "الرياضيات والعلوم والجغرافيا والفنون وغيرها".
بالإضافة إلى تأسيسه لنشاط الكشافة (الجوالة). كما عُرف عن الاستاذ حيدرة بانه شاعرُ غنائي، ويجيد العزف على آلة العود، عمل على تأليف كلمات أول نشيد وطني كان يردده الطلاب في المدرسة الأهلية أيام حكم الإمام أحمد ،وقام ولي العهد الإمام محمد البدر باعتماده كنشيد وطني للمملكة المتوكلية اليمنية.


ولادته وتعليمه
ولد محمد أحمد حيدرة الحكيمي العام 1902، في قرية "الدويمات" الكائنة بمنطقة (الأحكوم) بمحافظة تعز(جنوب غرب اليمن)، تلقى تعليمه الأولي في مدينة عدن، ثم غادر شاباً إلى القاهرة ودرس فيها وحصل على البكالوريا من (دار العلوم) ثم حصل على شهادته من جامعة الأزهر طبقاً لرواية احمد محمد نعمان في كتاب مذكراته الصادر عن المركز الثقافي الفرنسي بصنعاء.
أسرته
ينتمي الراحل محمد أحمد حيدرة إلى أسرة ريفية عُرفت باهتمامها بالعلم، ويصفها المؤرخ الدكتور قائد محمد طربوش الأكاديمي في جامعة تعز اليمنية ، في كتابه التوثيقي:"عشائر بني يوسف"  بــ (بيت التنوير في اليمن).وينتمي إليها الراحل العلامة ثابت حيدرة الحكيمي ( وهو عم الأستاذ حيدرة) وهو قاضي ذائع الصيت في منطقته.
وكان يحظى بحضور لافت بسبب شخصيته القوية والمؤثرة وكان خطيباً مفوهاً ومن المعارضين لسياسات الإمام أحمد تجاه "الرعية" في المملكة المتوكلية اليمنية،كما أنه عرف بتبنيه لقضايا فقراء ومظلومين في منطقته، وهو حاصل على درجة الاجازة في الشريعة من جامعة الأزهر بالقاهرة.
 
 ويروي الكثيرين من أبناء قريته أنه جلب معه بعد عودته من القاهرة في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي عدداً من الكتب الدينية والأدبية التي كان مولعاً بقراءتها في منزله. ومن أبناء الراحل ثابت حيدرة يأتي الفقيد الأستاذ عبد العزيز ثابت حيدره الذي يعرفه كثيرين ممن درسوا في مدينة تعز في المدرسة الأحمدية قبل الثورة أو في مدرسة عبد الناصر بعد قيام ثورة سبتمبر 1962.
 
بالنسبة للأستاذ محمد أحمد حيدرة، كان والده الحاج (أحمد حيدرة) ، من التجار الذين نشطوا في تجارة البن بمدينة عدن إبان الاستعمار البريطاني لجنوب البلاد،وبالتحديد في منتصف القرن التاسع عشر. وقد كون أحمد حيدرة تجارة جيدة في وكالة تضم عدداً من الدكاكين الصغيرة التي عملت على البيع عبر ميناء عدن آنذاك.
 
أنجب الأب حيدرة 3 أبناء هم: محمد، شاهر وعبد الله،ولديه رابع توفى باكراً. كان الأستاذ محمد أحمد حيدرة أكبر أخوته ، ويليه شاهر الذي هاجر إلى أفريقيا واشتغل بالتجارة هناك ونجح في تكوين تجارة جيدة في مضمار الوكالات والعقارات طيلة 28 عاماً موزعاً نشاطاته التجارية بين كل من: "كينيا" و"أوغندا" بصورة لافتة.
وقد توفي شاهر العام 2001، في مدينة تعز بعد عودته من كينيا إلى اليمن. أما الأخ الأصغر عبدالله كان قد أخذه الإمام أحمد رهينة في (قلعة القاهرة) تبعاً لسياسته المنتهجة تلك الأيام تجاه شريحة خاصة من الناس الذين يخشى تمردهم على حكمه.
 
مكانته
كان الراحل أحمد محمد حيدرة يوصف بلقب (الأستاذ) والذي كان يناديه كل من رافقوا دربه وأولهم الراحل أحمد محمد النعمان. حيث كان الاستاذ حيدرة أحد أقدم رجال التنوير في اليمن خلال حقبة العشرينات والثلاثينيات والأربعينيات من القرن المنصرم.
 
وقد عُـرف باعتباره أمهر المعلمين في كلية بقليس في مدينة عدن قبل انتقاله إلى الشمال ،وقد أسس حيدرة لمسارات مدهشة في بنية التعليم الحديث في اليمن "شماله وجنوبه".
بالإضافة إلى إسهامه غير المسبوق في تأسيس المسرح - في اليمن الجنوبي أولاً ثم انتقل إلى بعدها لشمال اليمن- وعدد من الأنشطة كالموسيقى والكشافة والرياضة في إطار نموذجي كان يتم في المدرسة الأهلية (وهي أول مدرسة تعليمية تأسست في اليمن العام 1930، وعملت على تدريس العلوم الحديثة: الرياضيات والجغرافيا والعلوم وغيره عوضاً عن "الكُتّاب"، وقد أسسها الراحل محمد أحمد حيدرة مع رفيقه الراحل محمد أحمد النعمان).
 
وبالرغم من دوره اللافت والاستثنائي في مضمار التنوير في اليمن، إلا أن الأستاذ الراحل محمد أحمد حيدرة ما يزال مهمشاً لدرجة الغياب في كتب التاريخ اليمني حتى اليوم، ويعود الأمر لـ إهمال أسرته لمسألة توثيق تراثه من مؤلفات ومذكرات وصور وغيره.

وفـاته
 
توفي الأستاذ محمد أحمد حيدرة في شقتة بمدينة (الإسكندرية) بعد صراع طويل مع المرض العام 1973، وقد نعته صحيفة الجمهورية الرسمية الصادرة في مدينة تعز آنذاك باعتباره فقيد الوطن الذي قدم الكثير تجاه بلده.

هناك تعليقان (2):

  1. هؤلاء البذره الاولى للتنوير والتعليم جزاهم الله عن اليمنيين خيرا ويجب علينا ان نحذو حذوهم ونعلم اولادنا وبناتنا لنرتقي ونسمو نحو التطور والابداع والتقدم العلمي وننهل مما علمنا الله

    ردحذف